egypt أهلاً بك في جامعة عين شمس
قداسة البابا تواضروس الثاني ورئيس جامعة عين شمس يفتتحان فاعليات المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية
قداسة البابا تواضروس الثاني ورئيس جامعة عين شمس يفتتحان فاعليات المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية

افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية (اللغة - العمارة - الفنون - المخطوطات) الذي تنظمه كلية الآثار بجامعة عين شمس بالتعاون مع جمعية الآثار القبطية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، وذلك بقاعة الاحتفالات بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس.

بحضور أ. د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أ. د. أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أ. د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق والعميد المؤسس لكلية الآثار، أ. د. حسام طنطاوي القائم بعمل عميد كلية الآثار ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، أ. د. لوران كولون مدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، أ. د. مراد وهبة نائب رئيس جمعية الآثار القبطية، أ. د. أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية، ولفيف من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس .

في كلمته أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته البالغة لتواجده برحاب جامعة عين شمس للمشاركة في افتتاح المؤتمر، مقدماً التحية لجامعة عين شمس التي استطاعت أن تجمع بين جمعية الآثار القبطية، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية.

وأكد أن الحضارة المصرية غنية ويمكن أن نمثلها بكتاب مليء بالصفحات وغني بالتاريخ، وهذا المؤتمر يركز على صفحة في تاريخ مصر هي صفحة الحضارة القبطية.

وأضاف أن الحضارة المصرية امتدت عبر التاريخ في مراحل مختلفة، بدأت من الحضارة الفرعونية ثم الإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية ثم الحضارات العربية والافريقية وامتداد إلى حضارات البحر الأبيض المتوسط.

وأكد أن الاهتمام بالحضارة يعد اهتمام بالجذور، فالآثار هي جذورنا الحقيقة، وهذا التعاون بين هيئات محلية ودولية وجامعة عين شمس هو اهتمام يظهر قيمة مصر بين دول العالم، مشيرًا إلى أن المؤتمر يؤكد أن مصر لها تميز وتفرد حضاري، يمثل مخزون ثقافي وحضاري للشعب المصري نستمد منه منظومة من القيم والمبادئ الروحية والحضارية والوطنية لترسيخ أسس التعايش السلمي المشترك، وهذا الثراء الحضاري يدل على إرادة شعب صنع تاريخًا مجيدًا وحضارة عريقة وهو قادر على بناء حاضره ومستقبله المشرق.

كما تحدث قداسة البابا تواضروس عن سمات الشخصية المصرية، وكونها شخصية عميقة الجذور في التاريخ الذي يمتد عبر سبعة آلاف عام، هذه الجذور الراسخة تمنحنا هوية حضارية عميقة وتعطي صلابة وثبات.

وأكد قداسة البابا على اهتمام القيادة السياسية والحكومة والمؤسسات المصرية وكافة الهيئات المعنية بالتراث الحضاري بصفة عامة، والتراث القبطي والحضارة القبطية باعتبارهما جزء أصيل من التاريخ المصري ومكون من مكونات التراث والثقافة والحضارة المصرية، كما أن اللغة القبطية هي المفتاح الذي ساهم في حل رموز حجر رشيد، ومازالت تستخدم حتى في أسماء بعض المدن.

و أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته باهتمام الدولة المصرية بمسار رحلة العائلة المقدسة الذي يمتد شرقاً وغربًا وشمالاً وجنوباً وتنفرد به مصر بين دول العالم، فالسيد المسيح والقديسة العذراء مريم والقديس يوسف النجار في بدايات القرن الأول الميلادي لم يجدوا ملجأ وأمانًا إلا في مصر وامتدت زيارتهم إلى 3 سنوات و6 أشهر و 10 أيام زاروا فيها أماكن كثيرة وبصور عديدة مما يمثل بركة لأرض مصر على المستوى الديني والروحاني أو السياحي أو الاقتصادي، وتنفرد به مصر دون بلدان العالم فهي ملجأ وبلاد أمان دائمًا .

وأضاف أن هذا المؤتمر يؤكد على ثراء وتنوع الآثار القبطية، منها ما هو ثابت كالأديرة والكنائس وغيرها، مشيرًا إلى أن في مصر هناك عددًا كبيرًا من الأديرة العامرة، وكلمة العامرة تعني بها حياة رهبانية سواء أديرة الرهبان في الصحراء أو أديرة الراهبات على أطراف المدن.

كما أنه من الآثار ما هو منقول مثل القطع الصغيرة التي ممكن أن تنقل من مكان لآخر ، وتنتشر الآثار القبطية في أماكن كثيرة علي مستوى مصر وخارج مصر، ففي إيرلندا توجد كنيسة الرهبان السبعة الأقباط وفي مدينة ميونخ في ألمانيا نجد ان الخاتم الرسمي لبلدية ميونخ صورة ثلاثة من الأقباط الذين استشهدوا هناك وفي سويسرا، وفي بلدة قريبة من زيورخ توجد القدسية فرينيا وهى ممرضة قبطية من صعيد مصر رافقت الكتيبة الطيبية ( نسبة إلي طيبة ) واستشهدت هناك وقبل الاستشهاد قدمت معرفة الاستحمام وتمشيط الشعر ، ويوجد في السفارة السويسرية بالقاهرة تمثال للقديسة فرينيا تمسك بوعاء ومشط في اليد الاخرى فهي من علمت الغرب الاستحمام بالماء وتمشيط الشعر.

واستهل الأستاذ الدكتور محمود المتيني رئيس الجامعة كلمته بالترحيب بقداسة البابا تواضروس، مؤكدًا على أن مشاركة قداسته في المؤتمر دلالة واضحة على مدى جدية المؤتمر وأن نتائجه وتوصياته سوف تمثل إضافة جديدة في مجال الحفاظ على التراث.

وأعرب الأستاذ الدكتور محمود المتيني عن سعادته بتدشين هذا المؤتمر والذي خصص لدراسة حقبة مهمة وغالية من تاريخ مصرنا الحبيبة، لافتًا إلى أن المؤتمر يعد نتاجاً للتعاون ما بين كليه الآثار الوليدة والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة وجمعية الآثار القبطية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يؤكد على المسار الذي سبق أن اتخذته جامعة عين شمس بكافة مؤسساتها من الحرص على صون تراث مصر عبر عصورها المختلفة وهو ما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية للجامعة ورؤية مصر 2030 وهو الأمر الذي يسهم في توفير فهم أفضل للشخصية المصرية التي هي نتاج لتراكم الخبرات والثقافات منذ قبل التاريخ وحتى الآن.

وأضاف أ. د. محمود المتيني أن من مظاهر اهتمام الجامعة في توفير سبل أفضل لدراسة آثار مصرنا الحبيبة هو القيام بحفائر علمية منظمة في مواقع مختلفة من المواقع الأثرية المصرية، مثل حفائر عرب الحصن بمنطقة المطرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهو موقع للآثار المصرية القديمة، وحفائر شيخ العرب همام بمحافظة قنا بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة وهو موقع للآثار الإسلامية.

وأوضح أن تخصيص هذا المؤتمر لدراسة الآثار القبطية يؤكد على مدى اهتمام جامعة عين شمس بدراسة كافة الحقب المصرية القديمة، مشيرًا إلى أنه من اللافت للنظر أن من أهم خصائص التراث القبطي أنه كان نتاجًا مباشرًا وطرفًا أصيلاً من أطراف حضاراتنا المصرية القديمة وكلما نهلنا منه ومن فنونه وآدابه نجد أنفسنا نغوص أكثر وأكثر في فهم تراثنا وحضاراتنا وذاتنا ولا يقتصر ذلك على الآثار فقط بل يمتد أثره إلى الآداب والعادات والتقاليد.

وأشاد أ. د. محمود المتينى بالأجندة الثرية للمؤتمر والمشاركات من داخل وخارج مصر حيث يشارك في المؤتمر باحثين من هولندا وفرنسا وكندا، لافتاً إلى أن تم تقديم 129 بحث للمؤتمر، تم اختيار 45 بحثً منهم لمناقشتها خلال فعاليات المؤتمر التي تمتد على مدار ثلاثة أيام.

في كلمة الأستاذ الدكتور أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أكد أن مصر هي مهد الحضارات وملتقى الثقافات ولم تشهد دولة في العالم ما شهدته مصر من تنوع حضاري وثقافي، فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية وحاضنة للحضارة اليونانية والرومانية، ومن بعد الحضارة القبطية، وحامية الحضارة الإسلامية، وقد نشأ عن هذا التنوع عددًا هائلًا من الآثار يتم اكتشاف الجديد منها باستمرار.

وأضاف أن مع ما توليه الدولة المصرية من أهمية كبرى للآثار، ورفع الوعى الأثري والثقافي للشعب المصري كافة، فإننا بحاجة لمزيد من الدراسات المتعلقة الموضوعات الأثرية المختلفة من فنون وعمارة ولغة ومخطوطات وذلك حتى نكشف الستار عن كنوز الحضارة المصرية وكيف اسهمت في تشكيل الإنسان المصري وكيف تفاعل معها وكيف أثر وتأثر بها.

وأضاف أن هذا المؤتمر يأتي للتأكيد على اهتمام قطاعات وكليات الجامعة بالتواصل مع المجتمع والاهتمام بقضاياه مع تسليط الضوء على الاهتمامات البحثية المفيدة، كما نؤكد في هذا الصدد على حرص قطاع الدراسات العليا والبحوث على الاهتمام بحفظ وصيانة ورقمنة وفهم التراث القبطي كجزء من التراث المصري وذلك بالتعاون كافة الباحثين داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن القطاع على الاستعداد للتعاون مع كافة المؤسسات القبطية وأن ذلك متماشيًا مع الخطة البحثية لجامعة عين شمس وإيماناً بدورها في هذا المجال.

في كلمته تقدم أ. د. حسام طنطاوي القائم بعمل عميد كلية الآثار بكل الشكر والعرفان لجميع الحضور الكريم من ضيوف الكلية والجامعة على تشريفهم المؤتمر الدولي الأول للآثار القبطية، وأخص بالشكر قداسة البابا تواضروس الثاني، قائلاً قداسة البابا فإذا كان الكتاب المقدس ينص على أن "الله محبة" فتشريفكم اليوم والوفد المرافق لكم هذا المؤتمر صورة حية لهذه المحبة التي أدخلت السرور إلى قلوب كل محبيكم ومحبي الدراسات القبطية في مصر والعالم، ولا يخفى على الجميع ما يعكسه حضوركم هذا من رعاية وعناية قداستكم للعلم والعلماء.

كما ثمن أ. د. حسام طنطاوي الدعم الكبير والمساندة المستمرة التي وجدتها كلية الآثار منذ أول لحظة لإنشائها وصولا إلى هذا المؤتمر من إدارة الجامعة ممثلة في الأستاذ الدكتور محمود المتيني رئيس الجامعة، والسادة النواب، خاصة أرائه السديدة ورعايته لهذا المؤتمر وتسهيل أعماله، بالإضافة إلى مشاركته بإيجابية في هذا اليوم، كما أن الشكر موصول إلى شركاء العمل من جمعية الآثار القبطية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية لقبولهما الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر وتعاونهم التام ودعمهم المستمر طوال التحضير له وتنظيم فعالياته .

كذلك توجه أ. د. حسام طنطاوي بالشكر للجنة المنظمة وكل كتيبة العمل بقيادة أ. د. أحمد الشوكي رئيس المؤتمر ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، لدورهم في تنظيم وإدارة المؤتمر.

كما تقدم بالشكر للدكتورة نورا محمد حسين المدرس بكلية الآثار صاحبة الفكرة والسعي والعمل وصولا الى هذه اللحظة، أ. نبيل فاروق من جمعية الآثار القبطية.

أوضح أ. د. أحمد الشوكى وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس أن مؤتمر الآثار القبطية الدولي الأول (اللغة- العمارة- الفنون- المخطوطات)، يعد محاولة لفهم وتفسير وتتبع كل جديد في مجال الآثار القبطية والتي تتميز بتنوعها وثرائها باعتبارها شاهدًا على مرحلة مهمة من مراحل حضارتنا المصرية العريقة.

وأضاف أنه منذ اليوم الأول من عمر هذا المؤتمر تشكلت فرق ولجان مختلفة كان همها الأول التخطيط للخروج به في ثوب قشيب يليق بمكانة التراث القبطي وبأهمية ما يمثله في حضارة مصرنا الحبيبة عبر العصور، ومما أعطى ثقلًا وزخما لهذ المؤتمر اشتراك عدد من المؤسسات العلمية العريقة على تنظيمه وإدارته وهي كلية الآثار جامعة عين شمس والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة وجمعية الآثار القبطية.

وأشار أ. د. احمد الشوكي إلى أنه بمجرد الإعلان عن هذا المؤتمر زاد عدد الأوراق البحثية المتقدمة عن 120 ورقة، وهو ما مثل تحديًا كبيرًا أمام اللجنة العلمية لاختيار أفضلها والمتناسب مع أهداف المؤتمر.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قام الأستاذ الدكتور محمود المتيني بتكريم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أ. د. ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق وعميد كلية الآثار السابق، أ. د. لوران كولون مدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، أ. د. مراد وهبة نائب رئيس جمعية الآثار القبطية.

جدير بالذكر أن المؤتمر يعقد في الفترة من يوم 24 - 26 سبتمبر 2022 اليوم الأول للمؤتمر برحاب جامعة عين شمس، أما اليوم الثاني بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، واليوم الثالث يعقد بجمعية الآثار القبطية، ويبحث المؤتمر عددًا من الموضوعات والقضايا من بينها: وحدة الأصل الثقافي الحضاري للمصريين، أثر البيئة والزمان على الآثار القبطية، تطور اللغة والعمارة والفنون والمخطوطات القبطية، الآثار القبطية بين التأثير والتأثر وغيرها من الموضوعات الهامة.