آمن المصري القديم بـأن العمل البشري هو مصدر الإنتاج والرخاء، فكان سكان دير المدينة من أمهر حرفيي وعمال مصر، وكان يقطن بها قاطعو الأحجار، النجارون، صانعو الأثاث، البناءون.... وغيرهم، وكانت الأنشطة الحرفية واسعة الانتشار، وتتسم بالنظام والإتقان، و تنتقل من الأجداد إلى الآباء والأبناء.
وقد أشار الأدب المصري القديم إلى أهمية العمل من خلال وصايا الوزير (بتاح حتب)، وضرورة إتقان العمل والعدالة بين الموظفين ومنها:
»كن مجتهدًا فى كل وقت.. افعل أكثر مما هو مطلوب منك.. لا تضيع وقتك إذا كان فى إمكانك أن تعمل«.
كما رصد الفخار اليوناني العديد من المهن والحرف التي عمل بها العمال والحرفيون والمرتبطة بالاقتصاد اليوناني، وكان على رأسها صانعو الأواني الفخارية والنجارون، وعمال صناعة النبيذ وزيت الزيتون، والخبازون، وحرفيو صناعة السفن، وقاطعو المعادن والأحجار وغيرها من المهن والحرف التي ازدهرت إبان العصر الذهبي للحضارة الإغريقية.
أما في الحضارة الإسلامية: فالعمل عبادة، والعَمَل مُهِمَّةٌ شَرِيفَةٌ، وَضَرُورَةٌ حَتْمِيَّةٌ لاستِمْرَارِ الحَيَاةِ وَامتِدَادِ العُمْرَانِ، والسعي في مصالح الأهل والنفس، قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105].
![]() |
![]() |