خلال النسخة الثانية عشرة من المؤتمر الدولي للحوسبة الذكية ونظم المعلومات (ICICIS 2025) بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس والذي أقيم برعاية الأستاذ الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس والأستاذة الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والأستاذة الدكتورة أماني أسامة كامل نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والذي أُقيم على مدار يومين، أشارت الأستاذة الدكتورة رشا إسماعيل عميدة الكلية إلى أن المؤتمر ضم 18 جلسة علمية وعروضًا متخصصة تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، من بينها: الذكاء الاصطناعي وتصوير البيانات والروبوتات والأنظمة المدمجة وشبكات الحاسب، والطب الشرعي الرقمي، والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، والبيئات الذكية، والحوسبة الشاملة وعلم البيانات واكتشاف المعرفة المعلوماتية الحيوية، والمعلوماتية الصحية، والأنظمة الطبية الحيوية و هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي التطبيقي.
كما تضمنت فعاليات المؤتمر ورش عمل مقدمة من جهات رائدة في الصناعة، لتعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي مثل Deloitte وEricsson وNoon وHuawei.
![]() |
وأقيم على هامش المؤتمر اجتماع لجنة قطاع الحاسبات والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات بحضور أ. د. عصام خليفة، رئيس قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات، أ. د. هالة زايد، أمين لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات ولفيف من السادة عمداء كليات الحاسبات والمعلومات بالجامعات المصرية الحكومية والخاصة.
كما ضم المؤتمر جلسات لقامات علمية مرموقة في مقدمتهم البروفيسور حسن عبد الله، عميد جامعة شرق لندن (UEL) الذي قدّم محاضرة بعنوان "الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي – الموجة التدميرية."
واستعرض خلال المحاضرة التقارب المتسارع بين الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي، مسلطةً الضوء على فرص البحث الواسعة والتطبيقات العملية الناشئة عن هذا التحول الجذري. تشمل الأمثلة العملية اكتشاف الأدوية المدعومة بالحوسبة الكمية، ومحاكاة التجارب السريرية، ونمذجة المناخ وأنظمة الطاقة الذكية لتحقيق الاستدامة؛ والتشفير والمرونة السيبرانية لضمان أمن الجيل القادم؛ والروبوتات السربية وأتمتة العمليات متعددة الوكلاء المدعومة بالتحسين الكمي.
كما قدّم البروفيسور هوان ليو، أستاذ ريجنتس وأستاذ كرسي إيرا أ. فولتون لعلوم وهندسة الحاسوب، جامعة ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية محاضرة بعنوان "استخراج البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي العام، والآفاق المستقبلية"
واستعرض خلالها الفرص الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، من خلال منظور وسائل التواصل الاجتماعي. وكيف أضاف الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، تحديات جديدة.
وقد استخدم أمثلة للتوضيح منها المشكلات الأساسية المرتبطة بالبيانات متعددة الوسائط، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والفهم الوجوديّ في التعلم الآلي واستخراج البيانات. كما استعرض المشكلات المحيرة الناشئة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة، كما ناقش جهود فهم نماذج اللغات الكبيرة واستكشاف آفاق التطور السريع للذكاء الاصطناعي.
كما قدّم البروفيسور روبرت هـ. سلون، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة إلينوي شيكاغو (UIC) بالولايات المتحدة الأمريكية محاضرة بعنوان "الأمن السيبراني والخصوصية عند مفترق طرق الاقتصاد والسياسة العامة والقانون"، والتي استعرض خلالها تطور أبحاث الأمن السيبراني والخصوصية من بداياتها وصولاً إلى التحديات الحالية التي تتقاطع فيها التكنولوجيا والاقتصاد والسياسات العامة والقانون.
وتعود بدايات الأمن السيبراني إلى سبعينيات القرن الماضي، مع تحقيق اختراقات فيما أصبح يُعرف بمجال التشفير، ونتائج تُثبت عدم إمكانية تحديد أشكال معينة من التحكم في الوصول، بناءً على هذا السياق التاريخي، تستعرض المحاضرة كيف شكّلت المناهج متعددة التخصصات فهمنا للأمن والخصوصية، بما في ذلك كيف أصبحت القوى الاقتصادية محورية للتحديات الأمنية حوالي عام 2000، ثم استعرض نتائج أكثر من عقد من التعاون مع الباحث القانوني والفيلسوف ريتشارد وارنر، من خلال أسئلةً مثل: لماذا يكون أمن الحاسوب في كثير من الأحيان أضعف مما ينبغي، ولماذا يصعب الحد من الإعلانات السلوكية والتتبع واسع النطاق، وما معنى الخصوصية تحديدًا في عصرٍ يشهد تآكلًا ملحوظًا؟
![]() |
واختتم المحاضرة بالنظر في كيفية قدرة أبحاث الأمن السيبراني والخصوصية على إثراء الجهود الرامية إلى تنظيم العدالة في أنظمة اتخاذ القرار القائمة على البيانات.
كما قدم البروفيسور شادي البرقوني، أستاذ أبحاث التصوير الطبي الحاسوبي في جامعة بون بألمانيا محاضرة حول كيفية "الاستفادة من الذكاء الجمعي لتحقيق الرعاية الصحية العالمية الشاملة"، ومن خلالها أوضح أنه يحتل التعلم العميق (DL) موقعًا رياديًا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يُحدث ثورة في علوم الحاسوب بفضل براعته في مختلف المهام، لا سيما في مجال الرؤية الحاسوبية والتطبيقات الطبية.
كما استعرض تقنية التعلم الفيدرالي وهي تقنية رائدة تُحدث نقلة نوعية في كيفية تدريب نماذج التعلم العميق دون المساس بأمن البيانات، وذلك من خلال السماح للمستشفيات المحلية بمشاركة المعلمات المُدرَّبة فقط مع نموذج التعلم العميق المركزي، يُعزز التعلم الفيدرالي التعاون مع الحفاظ على الخصوصية.
لا تزال هناك عقبات، بما في ذلك عدم التجانس، وتحول النطاق، وندرة البيانات، والتعقيدات متعددة الوسائط المتأصلة في التصوير الطبي، كما استعرضت المحاضرة التحديات الشائعة التي تواجه الذكاء الاصطناعي في الطب.
هذا إلى جانب العديد من الجلسات العلمية والأوراق البحثية التي تعد تجربة قيّمة وملهمة لجميع الحضور، لما قدمه من دعم الابتكار، وتعزيز التعاون العلمي، ويسهم في تنفيذ الخطة الاستراتيجية لجامعة عين شمس، وفي تحقيق رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي والريادة التكنولوجية.