نظمت لجنة العلاقات الثقافية بقطاع الدراسات العليا بكلية الألسن أولى ندواتها بعنوان "أحدث إصدارات مترجمي الألسن"، تحت رعاية أ. د. محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة، وأ. د. أماني أسامة كامل نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وأ. د. يمنى صفوت القائم بتسيير أعمال عميد الكلية، وأ. د. مروة مصطفى أمين مقرر لجنة العلاقات الثقافية بالكلية.
استضافت الندوة عددًا من أساتذة الكلية البارزين في مجال الترجمة من العربية وإليها، من أقسام اللغات (الفرنسية، والإيطالية، والروسية، والتشيكية، والصينية، والألمانية)، كما شهدت حضورًا كبيرًا من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب.
استهل الندوة الدكتور عاصم العماري المدرس بقسم اللغة الألمانية بكلمة عن أهمية الترجمة، ودور مترجمي الألسن في إثراء حركة الترجمة.
اللغة الفرنسية
أُعطيت الكلمة بعد ذلك إلى أ. د. داليا الطوخي الأستاذ بقسم اللغة الفرنسية، واستهلت حديثها بالإشارة إلى أن الكتاب موضوع كلمتها هو الإصدار الثاني عشر لها، وقد تنوعت هذه الإصدارات ما بين ترجمات دينية، وطبية، وسياسية، واقتصادية، ثم انتقلت إلى الحديث عن أحدث ترجماتها وهو كتاب "تاريخ بني إسرائيل"، الذي ترجمته بالاشتراك مع أ. د. رباب حمدي، وهو موسوعة مكونة من أربعة مجلدات صدر منها المجلد الأول، وهو عبارة عن كتابين، من تأليف إرنست رينان وهو عالم بالأعراق واللغات القديمة، وأوضحت أن المؤلف سلط الضوء على الزيف الذي بنى عليه بنو إسرائيل تاريخهم.
![]() |
![]() |
![]() |
||
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى أ. د. رباب حمدي أستاذ اللغة الفرنسية المساعد بالكلية، وتحدثت عن ترجمتها للكتاب الثاني من المجلد الأول لهذه الموسوعة؛ الذي تناول مرحلة الانتقال من النظام القبلي إلى فكرة التنظيم السياسي والديني.
واختتمت كلتا المترجمتين كلمتهما بالإشارة إلى أهم الصعوبات التي واجهتهما في أثناء ترجمة العمل؛ ومنها: الأسلوب الفلسفي الساخر للمؤلف، وتوثيق أسماء الأماكن والشخصيات وآيات الكتاب المقدس، وكثرة الهوامش.
اللغة الإيطالية
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى أ. د. فوزي عيسى أستاذ اللغة الإيطالية المساعد بالكلية، وتحدث عن أحدث ترجمتين له، حيث جاءت الأولى ترجمة علمية بعنوان "بلا حدود: القصص الرائعة للحيوانات المهاجرة"، وهي تتناول أنواع هجرة الطيور والحيوانات. أما الثانية فهي أدبية تاريخية بعنوان "جيش الأنهار المفقودة"، التي تطرق فيها المؤلف إلى الحرب العالمية التي عايشها بنفسه، قاصدًا إلى إيصال رسالة أن "التاريخ يعيد نفسه" بتكرار الإنسان الأخطاء نفسها، ثم تطرق المترجم إلى أسلوبه الترجمي الذي يتبعه في أثناء الترجمة وهو المحافظة على أسلوب المؤلف ومحتوى الكتاب.
ومن قسم اللغة الإيطالية أيضًا قدمت أ. د. مروة طنطاوي الأستاذ بالقسم المداخلة التالية، التي تحدثت فيها عن أحدث إصدار ترجمي لها وهو رواية "عفوًا لهذا التراب" لإلفيرا سمينارا، وهي صحفية مراسلة في العديد من الصحف والمجلات الإيطالية.
استهلت المترجمة كلمتها بنبذة عن الأساليب المختلفة لترجمة النص الأدبي، وأوضحت أنها أعدت دراسة عن الرواية قبل ترجمتها.
كما تطرقت إلى الصعوبات التي واجهتها في أثناء ترجمة النص، ومنها: اهتمام العمل بنقل الانفعالات الداخلية لشخصياته، والأسلوب الفكاهي الساخر للمؤلفة، مشيرة إلى أنها اتبعت عدة تقنيات في ترجمة العمل منها: الملاءمة الثقافية، والنقل، والتكافؤ، والتعديل الشكلي.
اللغة التشيكية
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى أ. د. عمرو شطوري رئيس قسم اللغة التشيكية بالكلية، تحدث فيها عن أحدث إصداراته، وهي أربع روايات عن التشيكية، جاءت الأولى بعنوان "طارد الأرواح" وهي رواية تنتمي إلى أدب الجريمة، أما الرواية الثانية فهي "الغفران الأخير" التي تناولت مسألة بناء المفاعل النووي وما ترتب عليه من تهجير سكان القرى.
وجاءت الرواية الثالثة اجتماعية بعنوان "في منزل جدتي"؛ حيث تناولت العلاقة بين ثلاثة أجيال مختلفة، أما الرواية الأخيرة فهي بعنوان "الحياة رائعة"، وهي تنتمي إلى أدب السيرة الذاتية.
وأشار في ختام حديثه إلى أهمية دعم الجهات المختلفة لحركة الترجمة، فقد قدمت وزارتا الثقافة والخارجية التشيكية الدعم لترجمة الروايات السابقة.
اللغة الروسية
في المداخلة التالية افتتح أ. د. محمد نصر الدين الجبالي -الأستاذ بقسم اللغة الروسية، المستشار الثقافي السابق في موسكو- حديثه بالإشارة إلى أن الترجمة تعد وسيطًا حضاريًا، وأن الاهتمام الآن أصبح موجهًا نحو المترجم أكثر من الترجمة.
أما عن أحدث إصداراته، فقد قدم على مدار العامين الماضيين ثماني إصدارات منها ترجمة: "مئة قصيدة عن موسكو"، ويتناول فيها مدرسة الشعر الروسية من منتصف القرن السابع عشر إلى العصر الحديث، ويقع الكتاب في ستمائة صفحة، ويمتاز بأنه يقدم لوحات فنية رُسمت خصيصًا له.
ورواية "الأيام الخوالي" للكاتب الكبير عبد الله قادري، وهي من الأدب الأوزبكي، وتحكي تاريخ دولة أوزبكستان، وديوان "ظل أمي" وهو أول إطلالة على الأدب الشيشاني بالعربية، و"الإمبراطورية الروسية والجزيرة العربية والخليج" بالاشتراك مع أ. د. عامر محمد أحمد، وأ. د. وائل فهيم، و"الأدب المصري في مرآة الاستشراق الأذربيجاني".
كما أنه ألّف كتاب "تاريخ الأدب الروسي" نظرًا لأنه لا توجد كتب باللغة العربية تتناول هذا الموضوع إلا تلك التي نقلت عن وجهة النظر الفرنسية، ويتناول الكتاب تاريخ الأدب الروسي من خلال عدة ظواهر تميزه مثل: الانتحار، والنهايات الغامضة... إلخ.
ويصدر له قريبًا أيضًا ترجمة كتاب "التعاليم الاجتماعية لمسلمي روسيا" بالاشتراك مع د. عادل صديق، ويتناول الفكر الاجتماعي القائم على التسامح لدى المسلمين الروس، بالإضافة إلى ترجمة دراما "مأساة الوعي" وهي من أهم الأعمال في الأدب الروسي التي لم تترجم إلى الآن.
اللغة الصينية
انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى أ. د. حسانين فهمي حسين رئيس قسم اللغة الصينية، وافتتح كلمته بالإشارة إلى التحديات التي يواجهها المترجم عند ترجمة عمل تاريخي؛ فالتصدي للتاريخ الصيني ليس أمرًا هينًا، ثم تطرق إلى بعض هذه التحديات التي واجهته في أثناء ترجمة كتاب "موجز تاريخ الدبلوماسية الصينية"، ومنها: أسماء الأماكن والدول التي تتغير عبر العصور، وإصدار الأحكام، والمعلومات المتضاربة التي تحتاج إلى البحث والتحري ومراجعة أهل الاختصاص. كما تحدث عن ترجمته الثانية "العرب في كتب التراث الصينية"، وهو كتاب يتناول صورة العرب في الكتب الأساسية للتراث الصيني، أما عن إصداره الثالث فهو ترجمة رواية بعنوان "مدينة ضائعة"، وهي أحدث رواية للكاتب يوهوا، وهو من أبرز الكتاب الصينيين بعد مويان.
اللغة الألمانية
واختُتمت الجلسة بمداخلة أ. د. سمر منير أستاذ اللغة الألمانية المساعد بالكلية، التي تحدثت عن أحدث إصداراتها وهي ترجمة رواية "قتل الرجال"، أشارت في البداية إلى أن رسالة الدكتوراه الخاصة بها كانت عن الأدب النسوي، ومن هنا جاء اهتمامها بترجمة هذا النوع الأدبي، والرواية تنتمي إلى الأدب النمساوي.
أما عن المؤلفة فهي أديبة وصحفية؛ وهو ما دفعها إلى كتابة الرواية بعدما لاحظت ارتفاع معدل الجريمة وبخاصة قتل النساء في النمسا.
ونقلت المؤلفة عبر الرواية وجهة نظرها بأن العنف الموجه ضد المرأة ليس اعتباطيًا، وأشارت المترجمة إلى عدد من التحديات التي واجهتها عند ترجمة العمل، ومنها: جرأة الطرح، وكثرة مشاهد العنف، وخصوصية الألفاظ المرتبطة بالثقافة النمساوية.