في ذكري حصول المرأة المصرية علي حق الانتخاب لأول مرة في 3 مارس تكتب شعبة الدراسات الإنسانية بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية :
هكذا ناضلت المرأة المصرية حتي حصلت على حق الانتخاب لأول مرة في تاريخ البلاد في 3 مارس 1956م
بدأ الأمر في ثورة 1919، شاركت المرأة مشاركة فعالة في ثورة المصريين ضد المستعمر الإنجليزي، إلا أن البلاد لم تشاركها لذة النجاح ! فلم يتم تمثيلها في لجنة الثلاثين لوضع الدستور في أبريل 1922، كما صدر دستور 1923 دون أن يتضمن حقها في الترشح والانتخاب !
إلا أنها لم تستسلم...
في العام التالي تشكل الاتحاد النسائي بمشاركة هدى شعراوي، وزميلاتها، لينادين بحق المرأة في حق الترشح والتصويت، وحقها فى عضوية جميع المجالس والهيئات النيابية، والمساواة مع الرجل خاصة فى العمل. وفي يوم افتتاح البرلمان، خرجت مظاهرة نسائية للاحتجاج على حرمان المرأة من حقوقها السياسية.
ظلت تناضل بلا كلل أو ملل حتى الأربعينات ؛ فقد تأسس أول حزب نسائي عام 1942، كما تأسس الاتحاد النسائي العربي في القاهرة عام 1944، وتأسس اتحاد بنت النيل عام 1949.
في فبراير 1951، قامت درية شفيق، بقيادة مظاهرة نسائية كبيرة تضم 1500 امرأة مصرية أمام مجلس النواب، للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة المصرية، كذلك تعديل قانون الأحوال الشخصية، وانتهت المظاهرة بدخول وفد نسائي بقيادة "درية شفيق" إلى المجلس لعرض مطالبهن، وبعد أسبوع من الواقعة عٌرض على مجلس النواب قانون لمنح المرأة حق الترشح والانتخاب، ولكن تم تعطيله لاحقًا.
بعد ثورة 23 يوليو 1952، تطلعت المرأة لنيل حقوقها السياسية في الجمهورية الجديدة، لكن اللجنة التأسيسية للدستور لم تشمل أي امرأة !
احبطت مساعيها مرة أخري لكنها لم تستسلم...
دفع ذلك درية شفيق، برفقة أخريات للاحتجاج ولكن هذه المره كأنها تقول "ما الفائدة من الحياة إن كنت محرومة من حقوقي" فقامت بالإضراب عن الطعام، وأوقف الإضراب بعد 10 أيام إثر وعود من الرئيس محمد نجيب، بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسي.
وأخيرًا... المرأة المصرية لها حق الانتخاب !
في 16 يناير 1956، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر، دستورا جديدا بمؤتمر شعبي في ميدان الجمهورية في قلب القاهرة، وفي 3 مارس صدر القانون رقم 73 لسنة 1956 الخاص بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية أو قانون الانتخاب، وكان أهم ما ميزه خفض سن الناخب إلى 18 عاما، ليسمح بمشاركة الشباب في شؤون البلاد، بدلا من 21 عاما، كما أعطى المرأة حق الانتخاب لأول مرة.
بعد عام واحد من صدور القانون، شاركت 6 سيدات بالانتخابات البرلمانية عام 1957، ونجحت اثنتان منهن في نيل عضوية مجلس الأمة، هما راوية عطية، عن دائرة الجيزة، وأمينة شكري، عن الإسكندرية، كما تم تعيين أول وزيرة بحكومة عام 1962، حيث كانت حكمت أبو زيد، أول وزيرة مصرية في تاريخ البلاد، وشاركت المرأة بالاتحاد العربي الاشتراكي عام 1964.
بالعلم أولًا والسعي وراء الحقيقة، مع البذل والعطاء والتضحية بالروح، والتحلي بأخلاقيات المرأة الحرة الفاضلة، المناضلة ليس فقط من أجل نفسها بل من أجل الآخرين أيضًا، ومجتمعها ككل. بكل هذا استطاعت المرأة المصرية- ولا تزال- أن تحصل علي حقها أمام كل الصعوبات التي واجههتها من تهميش المجتمع لها، وإقصائها من كل المناصب السياسية والإدارية ، وأثبتت أن دورها لا يقتصر علي الأسرة فقط، بل بإمكانها أن تُصلح الأسرة والمجتمع ككل وتشارك بفاعلية في معترك الحياة السياسية وصعوبتها.
بقلم د. جهاد إبراهيم
رئيس شعبة الدراسات الإنسانية