مركز بحوث الشرق الأوسط يناقش آليات تحويل الشباب إلى قادة للمستقبل البرلماني وصانعي «الأثر المستدام».

2025-11-27
Event-75

نظّم مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس فعاليات مؤتمره العلمي بعنوان "الشباب والانتخابات البرلمانية : تقييم التجربة وصناعة الأثر"، وذلك بحضور واسع من الباحثين والمتخصصين والطلاب المهتمين بالشأن السياسي والعمل المجتمعي، إلى جانب متابعين عبر منصات البث المباشر التابعة للمركز. ويأتي هذا المؤتمر في إطار الموسم الثقافي للمركز ، وسعيه المستمر لتعزيز دور الشباب وتحفيز مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور حاتم العبد، مدير المركز، بالحضور، مؤكدًا أن المشاركة السياسية للشباب أصبحت من القضايا المحورية في المرحلة الحالية التي تمر بها مصر وأوضح أن المشاركة السياسية لا يجب أن تُختزل في عملية التصويت فقط، بل هي منظومة متكاملة من الوعي والتحليل والمساءلة والمتابعة الفعّالة. كما شدد على أن الوعي السياسي يشكل خط الدفاع الأول ضد التطرف الفكري والمعلومات المغلوطة، وأن الجامعة ليست مؤسسة تعليمية فقط، بل هي مركز إشعاع فكري وثقافي يسهم في إعداد جيل قادر على التفكير النقدي واتخاذ قرار مسؤول تجاه قضايا وطنه.

وأشار الدكتور حاتم العبد، إلى أن تأثير الفرد الواعي يمتد عادةً إلى ما بين عشرة وخمسة عشر شخصًا من محيطه الاجتماعي، خصوصًا في فئة الشباب، وهو ما يجعل هذه الفئة قوة قادرة على قيادة التغيير وصناعة التحولات الوطنية متى توفر لها الدعم والمعرفة والفرصة للتعبير.

وخلال المؤتمر، قدم الدكتور عبد الله فرماوي، رئيس شعبة الدراسات الرياضية بالمركز، مداخلة بحثية موسعة تناولت قراءة تحليلية لواقع مشاركة الشباب في الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الأخيرة. وتحدث عن التطور الملحوظ في حضور الشباب داخل المشهد العام، بدعم من مؤسسات الدولة والمبادرات الشبابية، مشيرًا إلى أن المشاركة السياسية للشباب اليوم لم تعد محدودة بالتصويت في الانتخابات، بل امتدت لتشمل التعبير الحر المسؤول، متابعة الأداء التشريعي والتنفيذي، والمشاركة في المبادرات المدنية والمجتمعية.

وتناول الدكتور عبدالله فرماوي، التحديات التي لا تزال تعترض مشاركة الشباب، والتي تشمل تحديات ثقافية تتعلق بنظرة المجتمع للعمل السياسي، وتحديات اقتصادية مرتبطة بالضغوط الحياتية والعمل والدراسة، بالإضافة إلى تحديات تنظيمية تتعلق بفرص إدماج الشباب داخل المؤسسات السياسية والأحزاب والمجالس المحلية والنيابية. واستعرض كذلك بيانات ومؤشرات بحثية حول نسب المشاركة الشبابية في الانتخابات والتمثيل البرلماني، موضحًا وجود تحسن ملحوظ في هذا الجانب، لكنه ما زال بحاجة إلى دعم أكبر وآليات منهجية لقياس الأثر وتطوير المشاركة.

وخلال الجلسة، تطرق الدكتور حاتم العبد، إلى التجربة الفرنسية كنموذج ملهم، مستشهدًا بصعود الرئيس إيمانويل ماكرون ودور الشباب الجامعي في حملته السياسية، مبرزًا كيف أثبتت التجربة أن الشباب قادرون على قيادة التحولات السياسية الكبرى عندما يُمنحون الفرصة ويُستثمر وعيهم بطريقة منهجية وتشاركية.

في ختام أعمال المؤتمر، تم تحديد آليات عمل واضحة لتعظيم دور الشباب في الحياة العامة، وتمثلت أبرز هذه التوصيات في الدعوة إلى دمج الثقافة الانتخابية ضمن الأنشطة الجامعية، وتفعيل وتوسيع برامج المحاكاة البرلمانية باعتبارها أداة تدريبية أساسية. كما شملت التوصيات التأكيد على دعم إنتاج أوراق السياسات التي يقودها ويعدّها الشباب، بالإضافة إلى ضرورة تقوية جسور التعاون والشراكة بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات التشريعية، وذلك لضمان وصول الشباب وتمكينهم داخل المجال العام.

واختتم الدكتور حاتم العبد، المؤتمر برسالة مؤثرة موجهة للشباب، قال فيها :

"لا تستصغروا مشاركتكم. فالتغيير يبدأ بفكرة، ينمو بالفعل، ويستمر عندما نؤمن جميعًا أن الوطن مسؤوليتنا المشتركة".