حلّ الدكتور / حاتم العبد، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية، اليوم الأحد الموافق الأول من يونيو ضيفًا على هيئة النيابة الإدارية بمركز التدريب القضائي بمجمع النيابات الإدارية بالقاهرة الجديدة لإلقاء محاضرة بعنوان "الكتابة العلمية في مجال العلوم القانونية" للسادة المستشارين منسوبي الهيئة الموقرين ممن يضطلعون باستكمال الدراسات العليا في القانون، مرحلتا الماجستير والدكتوراة. أقيمت الندوة تحت رعاية معالي أ. د/ محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، ومعالي المستشار/ عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، ومعالي أ. د/ غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة، وسعادة المستشار الدكتور/ أيمن نبيل، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية ومدير مركز التدريب القضائي. كما حضر الندوة كلا من الدكتور عبدالله فرماوي، أستاذ الاقتصاد الرياضي ورئيس شعبة الدراسات الرياضية بمركز بحوث الشرق الأوسط والدكتور أحمد فؤاد، أستاذ اللغة العبرية ورئيس شعبة الدراسات الشرقية بالمركز.
استهل الندوة المستشار الدكتور/ أيمن نبيل، مرحبًا بالسادة الحضور الكرام، حيث أكد سيادته على أهمية البحث العلمي في تحقيق استدامة التطوير والتحسين، وهو ما يستلزم بدوره دعم قدرات الباحثين، وصقل مهاراتهم، وتمهيد الطريق أمامهم للوصول إلى فكر جديد والرفع من مكانة البحث العلمي والمجال الأكاديمي.
تناول الكلمة عقب ذلك د. حاتم العبد، معربًا عن سعادته الجمّة للمشاركة في هذه الندوة العلمية التي تمثل باكورة التعاون بين مركز بحوث الشرق الأوسط ومركز التدريب القضائي، وكذا المساهمة في تمكين الباحثين من أدوات وآليات الكتابة الأكاديمية، ومن ثم الإسهام في إثراء حركة البحث العلمي.
وقام د. العبد، بتقسيم الندوة إلى شقين، الشق الأول يتمثل في الجانب النظري، واشتمل على مفهوم الكتابة العلمية المنضبطة وخصائصها والتي تعد الابنة الشرعية للقراءة المنضبطة، وهي تمثل مسؤولية أدبية وأخلاقية وعلمية، ولقد استعرض سيادته في شرحه ماهية الكتابة العلمية وما تتطلبه من ضرورة توافر عنصران أساسيان هما : أن يضطلع بها أكاديمي وأن تشتمل الورقة البحثية على إشكالية بحثية منضبطة ثم عرج على أهم الشرائط التي ينبغي توافرها لدى الباحث الأكاديمي ؛ مثل الموضوعية والحيادية، وإجادة أكثر من لغة، والقدرة على الجدّة والابتكار والحرص على تحري أحدث ما توصل إليه العلم.
ثم استعرض د. العبد، مفهوم الإشكالية البحثية، والتي تعد عمود خيمة البحث العلمي، متمثلة في آلية معالجة موضوع ما بطريقة أكاديمية للإجابة على مجموعة من الأسئلة التحليلية الرئيسة مثل "لماذا"، و"متى"، و"كيف" بواسطة تبني المنهج التحليلي.
وفي الجزء الثاني من ندوة اليوم، تناول د. حاتم العبد، الشق العملي من الكتابة الأكاديمية والمتمثّل في الإعداد والإخراج الفني للورقة البحثية على الوجه الأمثل، مستعرضًا العناصر الرئيسة للبحث العلمي والمتمثلة في عنوان البحث وخصائصه ثم الإشكالية البحثية والتي تشتق من العنوان، يلي ذلك المقدمة والتي يتم من خلالها عرض لماهية الموضوع وأهميته ثم سرد الإشكالية على نحو تدريجي وعرض خطة البحث، ثم متن الموضوع وهو المحتوى الأكاديمي الذي يتناول القضية المعنية، وأخيرًا الخاتمة والتي يجب أن تكون شاملة وجامعة لكل ما يرنو إليه الباحث من أهداف وأفكار. كما أكد د. حاتم العبد، على أهمية الاعتناء بالإخراج الفني للورقة البحثية، والتنسيق العام، وعلامات الترقيم، والقواعد اللغوية السليمة والصياغة الرصينة، والتي تسهم جميعًا في إخراج نتاجًا علميًا مكتمل الأركان.
هذا ولقد حرص د. العبد، على الإجابة على كافة استفسارات السادة الحاضرين من خلال حوار مفتوح اتسم بالتفاعل الكثيف والمشاركة الإيجابية.
وفي لفتة كريمة من جانبه، قام سعادة المستشار الدكتور/ أيمن نبيل، بتقديم درع تكريم إلى د. حاتم العبد، تقديرًا لجهده المتميز ومشاركته الفعالة في ندوة اليوم كما تم التقاء صورة جماعية تذكارية مع السادة المستشارين المشاركين بالندوة.